كيف تعمل الأفكار المختلفه - ولماذا مختلفه؟

الثلاثاء، 16 يناير 2018

كيف أصبح أبآ ناجحآ؟


أبي العزيز في أغسطس 2017

الأب هو العمود الفقري لأسرته .. إذا فُقد تدمر هذا العمود!

رحل أبي (شحاتة أحمد شحاتة) عن عمر يناهز 67 عامآ في أكتوبر 2017. ترك تاريخآ ملئ بالتحديات المختلفة والمواقف الحياتية التي جعلت من شخصيته إنسانآ مبتكرآ.

 نشأ شحاتة في قرية صغيره يطلق عليها (كفر الشيخ شحاتة) نسبةَ لأجداده. هذه القرية يكسوها اللون الأخضر ويعيش بها بعض طائفة قليلة من البشر (معظمهم لا يعرف القراءة ولا الكتابة) أعمالهم تدور حول تربية الحيوانات والحفاظ علي الأرض وإخراج محاصيل طبيعية لبيعها في الأسواق والإستفاده من ربحها. بات التحدي لدي معظم سكان هذه القرية بسيطآ: الحفاظ علي الأرض والنبات - هذا ما كان يحث عليه الآباء لأبنائهم، فالقوة لديهم لا تمثل شئ أكثر من ذلك. 

علي الرغم من الصعوبات التي واجهت أبي في تعليمه - فقد كان هناك ضغوط عليه لترك التعليم والتركيز فقط في رعاية الأرض وذراعتها وجلب المحصول - إلا أنه رفض أن يستمر في هذه النشاطات وفضل إكمال تعليمه حتي الجامعي. فقد تخرج من كلية الزراعة وصار مصدر فخر كبير لأهله لإنه كان من الأشخاص المتعلمين القليلين جدآ في بلدته.  صار علي نهجه كثير من الأشخاص من بعده وبدأ يؤمن أهل القرية أن التعليم هو مفتاح التمدن و التخلص من الجهل.

تحرك أبي مسرعآ إلي المدينة لكي يتلقي تعليمه الجامعي في الزراعة، فقد كان مُلهمآ بهذا المجال و ظل محتفظآ بكثير من المعلومات التي تعلمها في هذه الفترة حتي لحظة وفاته، فقد كنت أتعلم منه أشياء عن المحاصيل الزراعية و النباتات و العسل والكثير. 


لماذا يُعتبر شحاتة نموذج عظيم لإنسان وأب مستثمر في الحياة؟

ألقي أبي إهتمام كبير بـ"العسل" - المنتج الذي لم يخلو بيتنا منه طوال العمر وكان يعتبره أبي علاج لأي شئ، و بدأ شراء خلايا نحل  وإستمتع بتغذيته و منحه حياة لفترة طويلة و أيضآ الإستفاده من منتجه. كانت البداية هي عدد محدود من الخلايا التي إشتراها ثم وصل في بعض السنوات إلي أنتاج أطنان من العسل المميز والتجارة بها. لم يكن تاجرآ وحسب فقد إتصف بلمحات إنسانية حيث فضل ألا يغالي في أسعار الكيلو من العسل علي كل من يبيع له - كان يقول وهو يعلم جيدآ أن جودة العسل الذي ينتجه كانت المُفضله لدي من حوله 

"لن أغالي في سعر الكيلو; رحمةًَ علي الفقير.."


تشرفت كثيرآ بإصطحاب أبي طوال العقدين الماضيين كأب وأقرب صديق لقلبي. كان أبآ منفتح ذهنيآ مُتقبلآ للأفكار المختلفة عنه. تداولنا الأحاديث والمناقشات الرائعة عن الحياة وعن العالم و أيضآ العلوم الطبيعية. وكانت لديه مهارة في إيجاد حلول بسيطة لأي مشكلة تواجهه، لكن ظلت أكبر مشكلة لم يستطع التغلب عليها هي التفكير الصامت اللامتناهي والمُرهق في أمور أبنائه. 

هذا النموذج من الأباء التي منحت لأبنائها الحرية المتوازنة منذ الصغر و رعايتهم لدرجة التضحية المادية والمعنوية من أجل تعليمهم نادرآ جدآ وجوده في العالم الحديث الذي يسوده الرأسمالية والتي سلبت العواطف الإنسانية و شغلت الأباء عن رعاية أبناءهم وأسرتهم.

 هناك دائمآ تحدي كبير جدآ في الإجابه علي سؤال: كيف أصبح أبآ ناجحآ؟

الصبر.. الحلم.. العزيمة.. الإنسانية.. الإبتكار هم مفاتيح تلخص شخصية أبي.

الأحد، 16 أبريل 2017

الوظائف التقليدية والغير تقليدية مُهدده بالإختفاء


روبوت يقوم بوظائفه - الرويترز


وسط التحديات التي تواجه العالم الآونة الأخيرة من تحديات إقتصادية وسياسية وتعليمية يوجد تحدي آخر غير مرئي وهو التطور الإصطناعي أو بمعني آخر الذكاء الإصطناعي الذي يُعتبر أكبر تحدي تواجه البشرية حاليآ من وجهه نظر كتيرآ من المختصيين في مختلف الإهتمامات. 


نشر المكتب القومي للأبحاث الإقتصادية (NBER) دراسة في مارس 2017 بعنوان "الروبوت و الوظائف: دليل من سوق العمل الأميريكي" يتحدث فيه عن دراسة قام بها في الفترة الزمنية بين عام 1999 إلي عام 2007 في الولايات المتحده الأميريكية، ويبلغ عن نتائج تعبر عن خطر يهدد رأس مال كثير من الأفراد ذوي الوظائف التقليديه منذ تهجين سوق العمل بالأجهزة الديجتالية: الروبوت والذي أصبح مؤهل لإقصاء ملايين البشر من وظائهم - فبالفعل قامت شركة تأمين يابانية تدعي Fukoku Mutual Life Insurance بإستبدال 30 عامل لديها بالروبوت، وصرحت بإنها ستزيد إنتاجها بمعدل 30% مع زيادة الإستثمارات والأرباح بالرغم من التخلي عن أفرادها.  

تتوارد لدي البعض الأفكار بأن الإنسان سيظل هو المتحكم بالآلة عن طريق برمجتها و السيطرة عليها بإستمرار، وأن هناك أعمال أكثر تعقيدآ وإبتكارآ من قدرة الآلة علي التصرف بها، بينما يعتقد بعض المختصون أن هذا الأمر خطآ جدآ - فالآلة الحديثة يمكنها أن تستكمل أعمال البرمجة بنفسها تلقائيآ و يمكنها أيضآ أن تعمل طوال اليوم في وظائف شاقة ولا تحتاج أن يُدفع لها المقابل الذي يحتاجه الموظف في المعتاد!


هل كل الوظائف التي يقوم بها الإنسان يمكن للآلة القيام بها؟

 الإنسان الآلي الحديث يمكنه عمل الوظائف التقليدية والغير التقليدية أفضل بكثير من الإنسان البشري، فالتطور العلمي أجبر الآلة أن تكون أكثر ذكاءَ ومجهودآ من البشر. 
إذا نظرنا من زاوية مماثله سنجد تطور تكنولوجي يكتسح السوق العالمي، فالطب يتطور إلي أجهزة حديثة يمكنها التدخل في العمليات الجراحية، وأصبح هناك برامج يمكنها تجميع معلومات هائلة عن تاريخ المرضي والأمراض بدون الحاجة إلي طبيب يشخص الأمراض بشكل مستمر، وتوصلت الأبحاث العلمية التطبيقية إلي إكتشاف أجهزة إلكترونية تشخص أمراض في مراحل أولية بدون التطرق إلي الطرق العلاجية المعتاده والروتينية. ومن ناحية أكاديمية إتجهت في الفترة الأخيرة مؤسسات غير هادفة للربح إلي إنشاء مواقع حاسوبية للتعليم المفتوح والمباشر من خلال وضع مساقات للدراسة الأكاديمية تشبه تمامآ ما يحدث بالجامعات والمعاهد - هذه الطريقة تعقد بها الجامعات والمعاهد التعليمية أنها تسبب مشاكل في تعيين الأكاديمين والمُعلميين. هناك الكثير من الأمثلة الأخري التي لا تقل أهمية عن ذلك.


العصر الرقمي هو أمر واقع والتعامل معه يقابل تحديات كبيرة جدآ، فماذا سيحدث عندما تُحتفظ أو تضيع الطاقات البشرية و يعقب ذلك فقدان أهم عنصر إستثماري وهو "الإنسان"؟ هذا السؤال مازال علي أوجه الطرح، ولا توجد إجابة نهائية له حتي الآن. ربما علي المؤسسات التعليمية إعاده النظر إلي كيفية تعديل المقررات الدراسية والطرق التعليمية بحيث تواكب هذا العصر، فلا داعي إلي التكاسل والسير علي نفس الطرق التقليديه التي نسير عليها منذ عشرات السنين.


بات المستقبل صعب التنبأ به كاملآ..




السبت، 4 فبراير 2017

سنابتشات: تطبيق ينافس فيسبوك وواتساب


 
المقر الرئيسي لسنابتشات فى كاليفورنيا



بدأ ثلاثة من طلاب جامعة ستانفورد إنشاء تطبيق يستخدمه الكثيرون فى إرسال صورة متحركة أو تسجيل فيديو إلي بعضهم البعض - الفكرة كانت ملائمة للحياة اليومية التي نعيشها، فنحن نقضي وقت قصير مع معظم من نقابلهم فى حياتنا اليومية بإستثناء عدد بسيط من الأصدقاء المقربين.

ومن هنا إنطلقت الفكرة في عام 2011 من المساكن الطلابية لستانفورد ليقوم ثلاثة من الشبان بالتفكير في تطبيق يماثل المحادثة العادية. هذه الفكرة البسيطة مع مجهود كبير يقوم به أكثر من ألف شخص أنتجوا هذا التطبيق الذي بدأ في عام 2013 جذب إنتباه الشباب وأصبح وسيلة تواصل إجتماعي مثل فيسبوك و تويتر وواتساب - يستخدمه يوميآ حوالي 158 مليون شخص علي مستوي العالم.

الآن تتجه الشركة إلي الطرح العام و هذا نتاج نجاحها في جذب ملايين من الشباب لإستخدامه و حقق عائد سنويآ 7 أضعاف مقدار ما حققته في 2015 طبقآ لإحصائيات 2016 التي بلغ عائدها 652 مليار دولار. وتتوقع الشركة أن تحقق عائدآ يصل إلي 767 مليار دولار سنويآ فى عام 2020.

تختلف طبيعة الشركة عن فيسبوك وغيرها في إنها تطلق علي نفسها "شركة ذات طابع تصويري" وأيضآ في إتخاذها مقر ليس فى وادي السيلكون ولكن علي/قريبآ من الشاطئ في لوس أنجلس بالولايات المتحدة. 

هؤلاء الشبان الصغار كانت لهم افكار مختلفة الطبع عن منافسيهم فى التواصل الإجتماعي، والآن يصل نجاحهم إلي السوق العالمي ليحقق مليارات من الأموال. لربما جاءت نفس الفكرة لكثير من الشباب ولكن يظل الإنسجام بين الفريق وروح الإستمرارية و المجهود الكبير عامل أقوي من الفكرة ذاتها. نتمني النجاح إلي براون و مورفي و سبيجال!    

الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

المطعم المظلم









إنطلقت فكرة جديده ضمن مسرح نالاجات فى جافا وهى خدمه تبدو غريبة - مطعم بالكامل مظلم والعامل أعمى وأصم!

طبقآ لخبرة صديق فى زيارة المطعم. عند دخول المطعم يُطلب منك أن تترك أى شئ له إضاءة - هاتف خلوى وما إلى ذلك - و ربما تساعدك أحد النادلات المعروفة "داليا" فى أن تقودك إلى المقعد المناسب (والمطعم بالكامل أسود لاترى فيه أى شئ). "داليا" فقدت بصرها ووالديها فقدوا حياتهم بالسرطان ولكنها شخصية ممتازة تحب عملها و تسافر حول العالم بالرغم من إعاقتها.

 تناول الوجبة الى تختارها يحدث فى ظلام معتم يضع تركيز حواسك فى تذوق الطعم فقط. وهذه فكرة ممتازة وإبتكاريه لأنها تخرج عن المألوف، ونتيجة ذلك هو شهرة المطعم العالمية والتى تجتذب آلاف الأشخاص فيقوموا بالحجز من خلال موقع نالاجات الإلكترونى. 

هذا المطعم يعزز التفاعل بين الأصم و الأعمى مع بعضهم البعض وأيضآ التفاعل بينهم وبين الأشخاص ذوى الحواس كاملة. 


أحد التحديات التى لها صلة هى إبتكار أفكار جديده لمطاعم من رونق مختلف. هذا المطعم هو مثال حيوى للإبداع القائم على خدمة من نوع إنسانى جديد..


الأحد، 4 سبتمبر 2016

غادر جامعة ستانفورد ليؤسس شركات عالمية: إيلن ماسك






أليكسيس دو توكفيل كتب كثيرآ عن نجاح المشاريع والأعمال التجاريه التى يقوم بها الأميريكان - أهم عوامل نجاح هذه المشاريع العملاقة هى "الشجاعة" وهذا أقل شئ يوصف به إيلن ماسك.

إيلن تخرج من جامعه بانسلفانيا فى الولايات المتحده ليتجه إلى جامعه ستانفورد بعد أن درس الفيزياء. وفُصل من ستانفورد ليؤسس شركة "زيب2" وباعها مقابل 300 مليون دولار إلى "كومباك" فقد كان لديه رؤية  بعد أن ظهرت الشبكة العنكبوتية العالمية الـ"الورد وايد ويب" أن الإنترنت هو وسيلة سريعة و طاقة نظيفة بدلآ من الأفكار السابقة من الأوراق المطبوعة: "الصفحات الصفراء."
 ومن خلال رؤيته للأموال بأنها ليست مجرد ورق يذهب ويأتى ولكنه أيضآ يمكن أن يكون أحد المدخلات إلى قواعد بيانات كبيره - هذا هو أساس نشأته لشركة "باى بيل."

"أود أن أموت على المريخ إذا لم أكن مؤثرآ"
 هذا ما بنى عليه إيلن فكرته فى إنشاء شركة "سبيس إكس" لإطلاق صواريخ تستكشف الفضاء من المريخ والقمر وغيرها. كان من الصعب نجاح هذه الشركة لإنها تقوم بمهام أساسها حكومى، فهذا المشروع الذى حلم به إيلن من إختصاصات الحكومة ومن الصعب أن تقوم به جهات خاصة. واجهت الشركة مراحل فشل قويه أثناء تأسيسها، وفى النهاية حدث صفقة بينها وبين ناسا لمساعدتها فى إطلاق المركبات إلى الفضاء.

إيلن يتميز بشخصية عنيده و إبتكاريه لأفكار ثوريه، فشجاعته فاقت كل الصعاب وإستطاع تأسيس "المدينة الشمسية" وهى أحد أكبر مصادر الطاقة فى الولايات المتحده الأميريكيه، فهى تصنع خلايا شمسية لإناره أسطح المنازل والمبانى.


كيف يقوم شخص واحد بتأسيس شركة لها منتج فشلت عده شركات بمليارات من إستثماراتها فى محاولات إنتاج منتجها!

هكذا كان إيلن فى ظروف تأسيس الشركة المعروفة "تسلا" وهى أحد أكبر شركات السيارات فى العالم والتى تنتج سيارات كهربائيه صديقة للبيئة. فى البداية واجهت تسلا معوقات ولحظات فشل صعبة، وقام إيلن بإحيائها من ماله الخاص بإستثمار 40 مليون دولار فى عام 2008 حيث حدث ركود إقتصادى وقتها وهذا قد سبب فى إفلاس الشركة ولكن من حسن الحظ أن المبلغ الذى إستثمره إيلن أحياها وأصبحت كما هو حالها الآن.    

هذا مثال صارخ لمُبتكر لم يوقفه أى صعاب والآن شركاته تتحكم فى إقتصاد الولايات المتحده وتؤثر فى إقتصاد العالم ككل.

الأربعاء، 31 أغسطس 2016

هل الإهتمام الحقيقى بالمعرفة أم الشهرة؟





الإنخداع بالعلم أو بالشغف العلمى هى عادة غير طبيعيه تتواجد كثيرآ بيننا - هذا مجرد محاولة تقليد زائف لفهوم كلمة "كيوريازتى" بالإنجليزيه. لا أعرف كثيرآ عن العملية البيولوجيه التى تحدث بمخ الإنسان لكى تهيأ هذه الظروف للفرد، ولكن ربما الشهرة الإعجاب من قبل الآخرين و المجد الشخصى هم لُب الموضوع.

فى المجتمعات الرأسمالية لا يوجد إهتمام كبير بالعلماء من جانب العامه أو غير المتخصيين فى المجالات العلميه، ولكن بالطبع فى النطاق الأكاديمى العالمى للمجال يتواجد معرفه للعلماء الساطعين فى المجال. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل إهتمام الدول العربية والعرب بالعلماء من دواعى الإهتمام الكبير بالمعرفة و العلم والبحث اللانهائى وراء الأشياء؟ أم الغرض من ذلك هو تقديس الشهرة و السعى وراء اللمعان وسط الإخفاق والظلام؟

من تجارب أكثر منها نظريات ففى الحقيقة أنى لم أعرف أى شخصية عالمية لها تأثير كبير فى مجال علمى إلا وكان دافعه الأساسى هو المرور وسط وبجانب الأشياء مُستمتعآ وهو يواجه صعاب لا حصر لها إلا لهدف إستكشاف لماذا وكيف تحدث ظاهرة طبيعيه معينه، وهو/هى بالفعل يـ/تـعرف جيدآ أن هذه العلميه يُمكن أن تمحى جهلآ بظاهره أو تجربه معينه تكتشف أشياء جديده تحسن حياه الإنسان البشرى - هذا ناتج إثارة حقيقيه غير زائفة.

إذا بنلقى نظره على معظم الجامعات فى بلادنا نلاحظ الإهتمام الكبير للأكاديمين على إظهار قدرتهم على إقناع الجمهور أو الطلاب بأنهم أساطير العلم و المعرفه وشغفهم بالعلم لا نهائى وهذا غير صحيح إطلاقآ، ومن الواضح أن هناك سوء فهم لمعنى العالم الحقيقى - العالم الحقيقى هو الذى يقضى حياته يسكتشف الأشياء و يحاول أن يعبر عن أفكاره بشكل مُرتب لمختلف الناس. لذلك يتجه التعليم فى البلاد إلى نوع كبير من التقديس - تقديس الشهرة وتقديس المُعلم، وهذا يعبر عن الإنحراف الكامل بعيدآ عن العلم والمعرفه الحقيقيه. 

ومن ناحية أخرى أذكر تجربتى الشخصيه من خلال مساق أكاديمي مفتوح مع الألمانى وولفجانج كاترلي - مُكتشف نوع جديد من حالات الماده فى مقياس من الحرارة فى النانو كيلفن، و الحائزعلى جائزة نوبل فى الفيزياء لعام 2001 لهذا الإكتشاف المسى بالـ "بوز إينشتاين المتكاثف." 

 فى هذا المساق كانت تجربتى مثيره معه ومع مختصيين محترفيين فى إكتشاف أسرار عظيمه لطبيعه الكون من خلال التفاعل بين العقول وبعضها - وولفجانج فى ختام المساق شكر الطلاب لأسئلتهم التى تجعله دائمآ يتعلم جديدآ أثناء التدريس وأيضآ تجعله يفكر أكثر فى أعماق التفاصيل بإثاره شديده وإحتراف دائم فى ربط الأشياء ببعضها. كاترلى لا يسعى للإجابه على أسئله الطلاب لهدف إعطاء الإجابه وإنتهى الأمر! ولكن يفكر ثم يحلل الأفكار و يندمج معها ومع أصحابها للتفكير من نواحى مختلفه ناتج هذه الإثاره هو "طاقة إيجابيه".
 هذا المساق المُبتكر يؤكد أن العلوم هدفها الأساسى إكتشاف المزيد من الظلام الغير نهائى و ليس تقديس الأشخاص أوالفخر بالجوائز أو الشهرة على الإطلاق. 


 من المثير أن أقابل فى حياتى كثيرآ من الناس التى تتحدث عن أحمد زويل كمخترع للفيمتوثانية! زويل لم يخترع الفيمتوثانية ولكن إستخدم ليزر فى مراقبة حركة الذرات والجزيئات فى فيمتوثوانى. وفى نفس الوقت لا يعرف الكثيرون عن ماذا نجح زويل فى إنجازه فى معامله خلال عشرات السنين من العمل.

 فى الحقيقة معرفة الشعوب العربية بالعلم ترتبط بالجوائز و التكريم أكثر من تفاصيل الإنجازات العلمية التى تحدث فى ظل العصر الحالى - و معرفة زويل كانت سببها الأساسى هى رد الفعل التلقائى للمخ مباشرة فى تخيل الجائزة التكريم الشهرة المجد الفخر جائزة نوبل! وليس العلم أو المعرفة المثيره للأذهان.

    

الاثنين، 29 أغسطس 2016

بانيرا - إدفع ما تستطيع دفعه




أحد أفرع بانيرا بنويورك 



ماذا يحدث إذا تم إنشاء عمل تجارى حر فى بلادنا تحت شعار "إدفع ما تريد دفعه"؟ المعظم لا يتخيل مدى نجاح شعار مثل ذلك. هكذا كان بانيرا - المتخصص فى عمل الخبز السلطات القهوة وبعض الساندوتش ومقره الأساسى بميزوري بالولايات المتحده الأميريكية.

بانيرا هو مثال لإبتكار يثق فى عملاءه ويعتبر أن مكسبه الحقيقى هو مساعده الفقير الذى هو بحاجه إلى الطعام من خلال آخرين لديهم القدرة على الدفع أكثر - تبعآ لحالتهم الإقتصاديه. هناك من يسأل بداخله وأين المكسب أو الربح الذى يصنعه أى تاجر فى أى مكان فى العالم؟ ما فائده إنشاء عمل تجارى وعدم تحقيق أرباح كثيره من خلال أسعار تُجبَر على العميل نظير الخدمه؟


وفقآ لوزراة الزراعة بالولايات المتحده الأميريكية "من كل 6 مواطنيين أميريكان يوجد مواطن يعانى من مشكلة ماديه غذائية" أو لديه عجز غذائى بمعنى أصح. وهذا الأمر خطير بالنسبه للشعب الأميريكى، ومن هنا ينطلق بانيرا ليسد عجزآ لدى الملايين من الأميريكان فمن يقدر على دفع شئ يدفعه والغير قادر له الإمكانيه فى عدم الدفع.

بانيرا لا يملك ماكينه لجمع الأموال مقابل الخدمة ومن يريد الدفع يضع ما يملك فى صندوق، فأحيانآ يدفع العميل أكثر من ما يستحق دفعه وبهذه الطريقه يساعد فى إطعام كثير من المشرديين فى الشوارع، فمنهم من يلجأ على المطعم لتناول الطعام أو الشراب بدون الدفع.

تحقيق إكتفاء لحاجه هو أسمى أهداف المبادرات التجاريه الناجحه، وغالبآ هذه الأنواع من البيزنس الحر القائم على فكره جديده ومُبتكره هى من تكمل طريقها وتجد مستثمرين ومموليين دائميين لها فى أى وقت. بانيرا الآن له سمعة عالميه وهناك كثير من الأعمال الأخرى التى تسير على نهج بانيرا.